طواقم الجزيرة فلسطين، أبطال قصة صراع من أجل الحقيقة

لا شك على الإطلاق على أن كل من يتصدر العمل الصحفي داخل فلسطين في غزة والضفة الغربية ضمن طواقم قناة الجزيرة هو مشروع شهيد مع الإشارة إلى أن جميع أفراد أسرة هذا الصحفي هم مشاريع شهادة بأية لحظة. نعم بأية لحظة من الممكن أن ينفجر بهم صاروخ طائش أحيانا وربما وفي كثير من الأحيان عن سبق إصرار وترصد.

الصحافة تحتاج الى باحث عن الحقيقة لا لخياط يفصل الخبر على مقاس المحتل الغادر كما تفعل الكثير من وكالات الأنباء والمحطات الفضائية، ولا تخضع الصحافة الحقيقية للتهديد والوعيد وإنما تحتاج لإرادة وتحتاج لشخص لا يتراجع عنيد. وهذا ما كان من طواقم الجزيرة في فلسطين بداية من الشهيدة شيرين أبو عاقلة الى استهداف جيفرا البديري إلى استهداف عائلة الصحفي الرمز وائل الدحدوح إلى استهداف عائلة الصحفي مؤمن الشرافي مما أدى لإستشهاد والديه وأخوته وبأبنائهم وبناتهم الى استهداف الصحفي الرمز وائل الدحدوح الى استهداف سامر أبو دقة وتركه ينزف حتى الموت وقام بتهديد الصحفي أنس الشريف لا بل وقصف منزله وذهب والده شهيدا جراء هذا القصف.

واليوم يستهدف الاحتلال المجرم حمزة وائل الدحدوح وبشكل ممنهج لتكتمل القصة ويكتمل بدر الحقيقة، حقيقة أن هذا العدو المجرم يستهدف صوت الحقيقة ويستهدف عين الحقيقة. هذا العدو المجرم الذي يريد أن يقول للعالم أنا الحقيقة فقط ولا يجوز لكم أن تستمعوا أو أن تشاهدوا سوى روايتي أنا ولا رواية سواها.

واضح تماما أن هذا الاحتلال لا يريد رواية تنافس روايته، ولا يريد لنجاح طواقم الجزيرة في فلسطين أن تنتصر عليه بروايته وتخلعها من جذورها. هو يتعامل بمبدأ الانتقام من صوت الحق والحقيقة

قبل أيام فقط كنت أبحث عن خبر أو مقال يتحدث عن أفضل عشر صحافيين في تاريخ الصحافة العالمية، لم أجد أي صحفي عربي على الإطلاق، كلهم كانوا غربيين، وكانت بطولتهم أن كانوا يوما ضمن حدث مقتل جون كنيدي أو ضمن تغطية رحلة للفضاء أو ضمن فريق عمل استقصائي في الواشنطن بوست في فضيحة ووترجيت أو مراسل حربي في الحرب العالمية الثانية أو ضمن الحقوق المدنية المطالبة بالمساواة في أمريكا.

أقول ماذا لو وضع اسم وائل الدحدوح كحالة صحفية لم تحدث في تاريخ الصحافة العالمية، أن يفقد نصف عائلته ثم يخرج على الهواء ليؤدي رسالته الإعلامية، وها هو اليوم يخرج أيضا بعد مراسم تشييع فلذة كبده حمزة ليقول مستمرون في أداء عملنا رغم جراح القلب وجراح الجسد وجراح الروح. هذا الصحفي الذي رفض الخروج من غزة للعلاج وهذا أبسط حق من حقوق الانسان في هذا الكون ليكون في أوائل من يقفون ويكشفون الحقيقة ويقولوا كلمة الحق أمام العالم الظالم، وكأن لسان حاله يقول:-

لست أبالي بكل سلطاتكم وإنما أنا صاحب الحق في نقل المشهد الحق حتى لو كان ثمن هذا الموقف حياتي وحياة أسرتي.

لله دركم يا طواقم الجزيرة في فلسطين، فأنتم اليوم تتصدرون المشهد وتقفون في الخندق الأول للدفاع عن الحقيقة وعين الحقيقة بإرادة لا تنثني ولا تنحني ولا تنكسر.

رائد سمور –  7/1/2024